وصية أم عربية فاضلة لإبنتها في يوم زفافها

بعد التحية ..
من أجمل ما قرأت في كتاب من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهي ختام الكاتب لوصايا جليلة تتكللها فوائد ونصائح من الآثار..
أتمنى أن يستفيذ الجميع من هذه الوصية الجامعة ..
من أم عربية فاضلة أوصت بها إبنتها في ليلة زفافها ـ وكانت قد خلت بها قبل أن تنتقل إلى بيت زوجها ـ حتى تقتدي بها وتوصي بناتها بهذه الوصية التي تقول فيها :

(( بنيتي .. إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب أو مكرمة حسب لتركت ذلك معك ، ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل .
ـ بنيتي .. إنك فارقت بيتك الذي أنت منه خرجت ، وعشك الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، أصبح بملكه إياك عليك ملكا ، فكوني له أمة يكن لك عبدا ، وكوني له أرضا يكن لك سماء ، واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا :

أما الأولى والثانية : فصحبته بالقناعة ومعاشرته بحسن السمع له والطاعة ،فإن في القناعة راحة القلب ، وفي المعاشرة بحسن السمع والطاعة رضا الرب .
وأما الثالثة والرابعة : فالتعهد لموضع عينيه ، والتفقد لموضع أنفه ، فلا تقع عينك منه على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
وأما الخامسة والسادسة : فالتعهد لوقت طعامه ، والهدوء عند منامه ، فإن حرارة الجو ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة .
وأما السابعة والثامنة : فالإحتفاظ بماله ، والرعاية لحشمه وعياله ، فإن حسن المال من حسن التقدير ، والرعاية للحشم من حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا ، ولا تفشين له سرا ، فإنك إن أفشيت له سرا ، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني عذره ، وان عصيت أمره أوغرت صدره .
واياك والفرح بين يديه إن كان في ترح والحزن أمامه إذا كان في فرح ، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير )).

فعملت البنت بوصايا أمها الرشيدة وباركها الله فانجبت الحارث ابن عمرو جد إمرئ القيس الشاعر.
فكوني أيتها الأم الفاضلة كهذه ، الأم العربية الأصيلة واغرسي في قلب أبنائك خصال الخير حتى يثمر غرسك ويسعد زوجك ..